تكون المرأة في مرحلة الطفولة وردة تفوح بالعطر * يشمها الأهل والأحباب * وهي كالزهرة تزين الدار *
وتشرق بها الحياة .
والمرأة في سن الخامسة عشرة من عمرها ينظر إليها الناس كأنها صندوق مغلق طوى أسراره *
وأحتضن كنوزه * واغلق على جواهره ، ولذلك ينظر إليها الناس في كثير من التحفز والفضول لأنها فاكهة
على وشك النضوج .
وفي سن العشرين تبدو حواء في نظر الرجل كأنها اللغز العسير والأمر المبهم الذي يصعب فك طلاسمه
فهي تتأمل ما حولها * وتحدق بمن يمر بها لتنتقي فتى أحلامها * وتحس في نفسها قوة تستطيع أن تفجرها
في أي وقت لتفوز بما تريد .
أما حواء بنت الخامسه والعشرين تختال في مشيتها * وتتمايل فى حركاتها * يبدو كل ما فيها غنيا
بالجمال والفتنه * وهي كالنور يجلب حوله الفراشات الجميله ، ومن ثم يحوم حولها الرجال في حذر وخوف
وتامل وأمل ، لأنهم يعرفون أنها تستطيع في هذه المرحله أن تمنح أو تمنع ، وأن توافق أو لا توافق .
وعند الخامسه والثلاثين ، إن فاتها الزواج ، وتباعد عنها الخطاب ، فإنها تبدو عانسا قد فاتها القطار ،
تعيش لذكريات الماضي ، متطلعه إلى أيامها الخوالي في حسرة وألم ، تتذكر سن السابعه عشرة وهي تغالط
نفسها وتوهم إدراكها ، فتطيل الوقوف امام المرآة تتجمل وتتبهرج بعد أن سارعت الخطوط إلى بشرتها ، وسارع
الترهل إلى جسدها ، تريد أن تخفي خيبتها بكلمات معسولة وعبارات مبتورة فتكثر أن تقول : خبرة التجارب ،
أكره الرجال ، أريد أن أختار باتزان فكر وإدراك . ولكن . . . ولكن . . . أنى لها أن تختار .
وحواء في سن الخمسين تكون قد وضعت إحدى قدميها على أعتاب الشيخوخه ، وأصبحت الحياة في نظرها
قصة مفتوحة تبحث عن نهاية سعيدة . . .